المرأه التي تهاجر جسداً …وتبقى وطناً
2025-11-03 الساعة 07:32:00
المرأه المهاجرة هي التي تعيش الغربة في كيانها وفكرتها وجسدها …وتبقى روحا صادقة في وطنها الام …
ليست كل إمرأه مسافره …
بعضهنّ يسكنْ أجسادهنّ في بلدٍ آخر ،لكن أرواحهنّ ما زالت تتنفّس هناك ،في بيت ٍ قديم ،تهيم بين رائحه الخبز ،وضجيج الاطفال ...تلعب تحت زخات المطر وترسم الفراشات على النوافذ .
المرأه في الغربه تفتقد لرائحة الام ولمسات تعيش ،بين زمنين،بين صورتين ... تعيش فاقدة الهوية
تمشي بثبات في شوارع المدن واحيائها ،،، ترّتب ذكرياتها... ذكريات وطن سجين في قلبها …
هي تشبه الموسيقار الذي يعزف لحنا جميلا يعشقه ،يردده وينشره وسط ضجيج العالم .
كل فنجان قهوه ،أغنيه قديمه ،أو صمتٍ قصير هو إعاده ضبط للنغمه ،للحفاظ على هويتها وروحها …
المرأه في الغربة هي خير سفيره لهويتها …
تنقل ثقافه بلادها عبر الكلمات والعادات والتقاليد.....عبر الإيمان والسلوك والثقافة عبر الثبات والحكمة وابتسامة الأمل.
تعلّم أبنائها كل ما عشقت في طفولتها تعلمهم أمنياتها ،تتحدّث عن تاريخ وطن تفخر به ...تشتاق اليه .... .
هي لا تهرب من الغربه بل تعيشها كمساحه لاكتشاف الذات ،وتعيد تعريف الوطن في داخلها.
تتعلّم أن ّ البقاء متّزناً في العالم هو أعظم أشكال القوّه .
وأنّ الحفاظ على الذكريات واستعادتها هو فعل مقاوم هادىء.
المرأة المهاجرة هي ارزة صامد ةلم تغادر لم تتخلى لم تنسى لم تتجاهل بل تجسد وطنا بكل اجزائه ، ،وتسير به حيثما ذهبت …
نبيلة شرف الاتات









©