
الفحص الطبي الإلزامي قبل الزواج يعطي الامان للمستقبل...
2015-03-28 الساعة 10:58:00
قلّةٌ فقط من بلدان العالم اعتمدت الزامية الفحص الطبي قبل الزواج، من بينها لبنان، إذ ان هناك العشرات من البلدان التي لم تستطع تأمين ابسط وسائل الوقاية الصحية لمواطنيها. في ضوء ذلك يكتسب المرسوم الحكومي المشرّع بالقانون الصادر بتاريخ 18 ايار 1994، والمتعلق بإلزامية الفحص الطبي
قبل الزواج لكل مواطن لبناني، أهمية بالغة من اجل الحصول على نسل سليم معافى خالٍ من الجديد مثل مرض الإيدز والسفاس وسواها.
وهكذا نرى ان الفحص الطبي الإلزامي قبلهدف الفحص الطبي للعروسين:
الهدف الرئيسي من هذا الفحص إخضاع العروسين للكشف الطبي العام
والشامل ''سريري ومخبري'' للتأكد من سلامة البنية التناسلية
لديهما، والتحقق من خلوهما من الامراض السارية المعدية، ومن الامراض
الزهرية والتناسلية، التي، في حال وجودها قد تضرّ بصحة احد الشريكين
وتهدد حياته وحياة نسله بالخطر (مرض السفلس مثلاً)... والامراض العقلية
والامراض الوراثية..فحص العريس:
يتضمن فحص القلب والشرايين والغدد والاعصاب،
وفحص اعضائه التناسلية الداخلية و الخارجية بدقة، وكذلك يجري استجوابه للكشف عن عجز جنسي قد يكون عنده، او امراض زهرية اصيب بها في السابق او في الحاضر، ويفحص سائله المنوي في المختبر للتثبت من قدرته على الانجاب. هذا الفحص مهمٌّ للغاية، لما يترتب عليه من آثار على العروس، وانني أصرُّ على وجوب اعلامها بنتيجة هذا الفحص،
خاصةً إذا كانت سلبية.
فإذا كان شريكها عاقراً او غير منجب، عليها حينذاك اتخاذ القرار المناسب، إما قبول الشراكة معه او رفضها، انطلاقاً من قناعتها وارادتها.
فكم من امرأة فوجئت بعقم شريكها بعد ارتباطهما الزوجي بعدة سنوات،فاستسلمت على مضض للأمر واصبحت طوال حياتها، فريسة الظلم والتعاسة والشقاء،
وقد كان في وسعها تفادي هذا ''الامر الواقع'' بالكشف الطبي الغلزامي على شريكها قبل الزواج.من جهة ثانية كم من امرأة بريئة اتهمت بانها السبب في عدم الإنجاب وكان مصيرها الطلاق، وكان زوجها ''العقيم'' يتغطرس ويتباهى بأنه البريء، ويرفض فحص سائله المنوي لأنه فحل الفحول.
فحص العروس:
فحص العروس، عملياًّ قبل الزواج، أصعب من فحص العريس، لأن الفتيات في هذا العمر يسيطر عليهنّ الخجل ويرفضن عادةً الخضوع للكشف الطبي والتعري امام الطبيب. إذاً كيف يمكن إقناع العروس او الفتاة المراهقة بوجوب إجراء هذا الفحص؟
إن امتناع العروس عن الخضوع للكشف الطبي امام ظاهرة طبيعية في بلادنا، لأنها تعكس حالة الخوف والقلق والكبت التي تعيشها الفتاة في فترة المراهقة.
وإنني، كطبيب أخصائي بامراض النساء، غالباً ما أصادف مثل هذا الموقف مما يضطرني، أحياناً، لاستخدام كافة الوسائل الطبية والنفسية من اجل كسب ثقة الفتاة وإقناعها بقبول الفحص الذي يكون إجراؤه أحياناً ضرورياً للغاية.
كدراسة حالة العقم والإنجاب، او وضع غشاء البكارة ومدى صلابته او الكشف عن امراض التهابية...
كثيرات من الفتيات يعرفن بعض المعلومات الجنسية والصحية، ولكن تأكد لي أن هذه المعلومات غالباً ما تكون خاطئة ومغلوطة ومحرّفة، ولذلك تهاب الفتاة كل ما له علاقة بالجنس واعضائها التناسلية، فينتابها الهلع والخوف والإرتباك عندما تسمع بالطبيب النسائي وبوجوب فحص أعضائها التناسلية، لذلك، يجب إقناع الفتاة بانها أصبحت سيدة صغيرة وناضجة،، وأن الطبيب مهتم بإجراء الفحوص للتأكد من صحة هذا النضوج واكتماله. ومن جملة هذه الفحوص فحص النهدين والكشف على الاعضاء التناسلية الخارجية دون المساس بغشاء البكارة, وهذه ناحية مهمة من شأنها ان تطمئن العروس او الفتاة المراهقة.
وتُسأل العروس عن انتظام دورتها الشهرية وآلام الطمث وإمكانية معالجتها قبل الزواج. وخلال الكشف الطبي يسدي الطبيب النصائح الجنسية والعلمية الضرورية لتطبيقها خلال عملية الزواج إذا كان هناك من ضرورة.
ويتضمن فحص العروس أيضاً التدقيق في القلب والشرايين والرئتين وقياس ضغط وفقر الدم.
حالات تفادي الزواج بين اثنين او على اقل تقدير منعهما من الإنجاب.
يوصى بتحاشى الزواج في حالات هي:
1-إذا كانت هناك صلات قربى شديدة بين الشريكين قد ينجم عنها امراض وراثية وعاهات جسدية وتخلّف عقلي.
2- في حال وجود فارق كبير في العمر بين العروسين.
3-في حال وجود امراض عصبية وعقلية، كالجنون والرعشة الكبرى وفقدان الوعي، وهي ذات انحدار وراثي.
4- في حال وجود امراض قد تهدد حياة احد العروسين بالخطر (ذبحة قلبية، سل متقدم، زراعة القلب، سرطان متقدم).
5- في حال مرض احد الزوجين بمرض الإيدز، لانه سريع الانتقال الى الشريك الآخر ومنهما الى المولود.
ويدخل في إطار الكشف الصحي والغلزامي معاينات في علم الوراثة إذا امكن إجراؤها، وهو علم حديث للغاية للتأكد سلفاً من صحة النسل وسلامته. فالاخصائي يمكنه إرشاد العروسين، بنسبة عالية الدقة، وعبر فحوصات عن الامراض الوراثية، ما إذا كانا قادرين على انجاب ذرية سليمة....
فحوص أخرى مشتركة
تجري للشريكين فحوص مخبرية للبول والدم، وخاصةً فئة الدم ونوعيته والمعروف ان تعارض دم الاب مع دم الام (سلبي- ايجابي) قد يسبب اجهاضات متكررة في المستقبل وموت الاجنة قبل الولادة، ولحسن الحظ انه اكتشف لقاح خاص لهذه الحالة تحقن به الزوجة بعد الولادة مباشرةً ولا بد من سؤال العروسين عن الامراض المتوارثة في عائلة كل منهما، وعن مدى القربى العائلية بين العروسين، واسئلة اخرى غيرها لدراسة مدى تأثير ذلك على الإنجاب وإمكان تفادي انجاب اطفال مرضى او معوقين.